محمد المحمد الكسنزان

حَياةٌ وفَناءٌ في حُبِّ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ ﷺ

سيرة السيّد الشيخ مُحَمَّد المُحَمَّد الكَسْنَزان​

خَدَمَ السيّد الشيخ مُحَمَّد المُحَمَّد الكَسْنَزان الحُسيني (قدّس الله سره العزيز) الطريقةَ العَلِيّة القادِريّة الكَسْنَزانيّة أستاذاً لها أكثر من اثنين وأربعين عاماً، منذ بداية عام 1978 حتى انتقاله إلى جوار الرحمن في منتصف عام 2020. سخّرَ أستاذنا الجليل حياتَه لخدمة الإسلام والمسلمين والناس عموماً، فكان أُسوةً حسنةً لكل سالكٍ على طريق القرآن العظيم وسُنّةِ النبي مُحَمَّد ﷺ، فهدى اللهُ على يديه عدداً لا يُحصى من الخَلْق. أفنى شيخُنا حياتَه يُعلّمُ الناسَ حُبَّ رسول الله ﷺ وسيلةً إلى حُبَّ اللهِ عزّ وجل، فكان مُعلماً فذّاً لأقدسِ أشكالِ الحبّ. وحقَّ له أن يكون مع الذين أثنى عليهم النبي الكريم بقوله ﷺ: «يُحَبِّبونَ عِبَادَ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ وَيُحَبِّبونَ اللَّهَ إِلَى عِبَادِهِ».

بما أن مشيخة الطريقة هي اختيار من الله سبحانه وتعالى، فإنه عزّ وجل ينظر بعين الرعاية إلى من اصطفاه لهذا الدور الروحي من قبل أن يُجلِسه على سجّادة الطريقة. بل ويتولّاه من قبل ولادته، فيهيأ الأسبابَ التي تجعله يكون كما يريد، بما في ذلك البيئة الروحية التي ينشأ فيها. ونرى هذا الأمر واضحاً حين ندرس تاريخ شيخنا. 

كحال كل مشايخ الطريقة، تداخلَ الطبيعيُّ والخارقُ في حياة شيخنا، فكانت الكراماتُ من خوارق العادات مِداداً كُتِبَ به جزءٌ كبيرٌ من سيرته. ولذلك فإن تدوين هذه السيرة المباركة يعني توثيق بعض الكرامات التي أنعم بها الله على شيخنا الكريم.