الفصل 7
استبدال العداء للطريقة بحبها
هذه الكرامات تبيّن كيف يقلّب الله القلوب فيستبدل العداء للطريقة والإسلام بحب ورغبة في دخول الإسلام وسلوك نهج الرسول ﷺ.
(53) عصير يحوّل عداوة هندوسي للإسلام إلى رغبة في إعتناقه
التاريخ: 22/10/2012
المكان: ساريپاليا – بنگلور – كارناتاكا
كان في التكية ثمانية عشر شخصاً أحدهم رجل هندوسي. وكان الرجل الهندوسي ممتعظاً لأن ابن عمه دخل الإسلام في اليوم السابق، فجاء منفعلاً ومتَّهماً يسأل عما فعلناه لابن عمه. فأجلسته وأكرمته بعلبة عصير كان قد قُدِّم لي كهدية. وطلبت منه أن يشرب وأنا استمد من حضرة الشيخ. وما أن ذاق العصير حتى نظر إلى العلبة، وأخذ يشرب ثم ينظر باستغراب إلى العلبة، ثم سأل عن نوع العصير، فقلت له بأني لا أعلم مكوناته ولكنه صناعة هندية وقد وهداه أحدهم لي قبل قليل فأكرمته به. ثم سألني إن كنت قد وضعت شيئاً في العصير، ولكن طبعاً كانت علبة العصير محكمة الإغلاق لأنها غير مستعملة وهو الذي فتحها. فقال بأنه لم يذق مثل هذا العصير أبداً. فقلت: «أنظر إلى الحاوية، أليست مثل غيرها من العلب؟»، فأجاب موافقاً ولكن أضاف بأن هذا العصير يختلف عما في السوق. ثم قال:
أجد أن كل ما بداخلي من غيض في داخلي تجاهك قد ذهب. إنني لم أكن أصدق ما تدعو إليه ولكني أشعر الآن وكأنني قد شربت الإيمان. كيف أُصبح مثل ابن عمي؟
فأعطيته البيعة ودخل الإسلام بهمّة الشيخ.
(54) أمر روحي لامرأة هندوسية باعتناق الإسلام
التاريخ: 3/12/2012
المكان: قرية نيدوسالي – تاميل نادو
تقطن هذه القرية غالبية هندوسية، بل لم أرَ فيها مسلماً. وبدأت بالحديث معهم عما بعد الموت فأستهزأ بي بعض الرجال وقاطعوني. قالوا لي بأن جثتي ستُحرَق بعد الموت وتُذرى في الهواء، فلا عقاب ولا ثواب بعد الموت. قلت لهم بأن على من يريد الحياة بعد الموت والعيش الرغيد أن يستقيم في عيشته في الدنيا، وإنها قد سُمِّيَت دنيا لأنها دون العُليا والعُليا هي الآخرة، وذكّرتهم بأنَّ حتى الملوك والعظماء لا يستطيعون الهروب من الموت.
كان من بين الحضور امرأة اسمها أنْگُمّا معروفة لسكان القرية، وكانت قد شُفِيَت ببركة الطريقة من حالة مسٍّ بأرواح شريرة وتحولّت بسبب تلك الكرامة من الهندوسية إلى الإسلام. فتدخّلَت مخاطبةً الحضور:
إنني دفعت مئات الآلاف من الروبيات للعلاج ولكن حتى أطباء بنگلور عن علاجي. ثم جاء هذا الرجل فأعطاني ماءً بعد أن قرأ عليه شيئا من القرآن وأنتم تعلمون بأنني قد شفيت تماما. وقد جاء زوجي معي ونحن الآن مسلمين، فاذا خرج هذا الرجل من بيتكم ولم تأخذوا منه البركة فستندمون.
ولكن لم تأخذ البيعة سوى ثلاث نساء.
بعد الانتهاء من البيعة ذكرت لهم بأن لا إكراه في الدين في الإسلام وأنهم إخوتي وأحبائي في الإنسانية وأنني سعيد لمقابلتهم ثم خرجت. وفجأة سمعت صريخاً من داخل الدار، فهرع الناس إلى مصدر الصوت وإذا بامرأة هندوسية مُسنّة عارضتني في البداية تصرخ وتقول: «أعيدوا لي الرجل، أعيدو لي الرجل». فدخلت عليها فكانت تصيح:
كاداڤول، كاداڤول، كاداڤول. أمرني كاداڤول أن أقبّل قدمك وأدخل معك. كاداڤول خرج من بيتنا وقال: «نادي عليه وخذي البيعة فقد انتهى دوري الآن».
وتعني كلما «كاداڤول» التاميلية «الله». فأعطيتها البيعة خارج المنزل، وإذا بجميع أهل القرية يأتون إليّ فأعطيتهم كلهم البيعة، وكان عددهم مئتان وثمانية عشر شخصاً، حتى لم تبقَ عندي أية نسخة مطبوعة من أوارد الطريقة أو سلسلة المشايخ. وأخذ المرشدون الذين رافقوني صوراً لأهل القرية بعد أخذهم الطريقة.
(55) البيعة تطهّر قلب رجل متحوّل من الهندوسية إلى الإسلام
التاريخ: 30/12/2012
المكان: ساريپاليا – بنگلور – كارناتاكا
زارني اليوم رجل هندوسي وقال: «أسلمت على يد رجل من المسجد قبل خمس سنوات ولم استفد من الإسلام شيئاً فلازلت أشرب الخمر وأعبد إلهي نفسه والآلهة الهندوسية، فما فائدة الإسلام إن لم يغيّرني؟». قلت: «هذا صحيح، ولكن هل كل الهندوس لهم نفس العقيدة؟»، فأجاب بالنفي، ثم قلت: «هل لكلِّهم نفس التعلق بالإله؟»، فأجاب بالنفي أيضاً، فأضفت: «كذلك هو حال باقي الديانات. وسأعطيك الآن برهاناً أمام الناس».
فاستمدّيت من حضرة الشيخ عدة مرات ثم طلبت من الرجل أن يمد يده لأعطيه البيعة. وكما أفعل عادة عند إعطاء البيعة، طلبت من الرجل أن يغمض عينيه وأغمضت أنا بدوري عينيَّ، ثم بدأت بتلاوة العهد. أصبح الرجل كطفل بريء وحمل وديع غاية الوداعة وأجهش بالبكاء وأنا مستمر في إعطاء البيعة له. وبعد انتهاء البيعة صاح بصوت عالي: «اللَّه، اللَّه»، فسألته زوجته وأصدقاؤه عما جرى، فقال: «لقد غسل هذا الرجل قلبي، وأشعر الأن وكأنني مَلَك لا إنسان». وعلى أثر ذلك أسلَمَ بعده اثنان من الهندوس.
(56) رجل فظ يتهجّم على الدراويش
التاريخ: 10/7/2016
المكان: دورگوم – تاميل نادو
كنت أتحدّث إلى جمع من الناس عن أهمية الصلاة وذكر الله ونبذ الغفلة لأن المرء لا يدري متى يأتيه الأجل. وفجأة بدأ رجل في الحضور يزجرني بشكل عنيف ويأمرني بترك المكان. التفت إلى مرشد آخر جاء معي من بنگلور للإرشاد وسألته عن أمر هذا الرجل، فأجابني بأنه يعرفه منذ خمس سنوات حيث كان يهاجمه بنفس العنف كلّما قام بالإرشاد في هذه المناطق ويتهم الدراويش بمختلف الاتّهامات من غير رغبة في النقاش.
واستدرت نحو الرجل وسألته إن كان يوافق على أن أحدنا على خطئ والآخر على صواب، فأجاب بالإيجاب، فقلت له:
إن شيخي هو نائب الغوث عبد القادِر الگيلاني، وأنا خادمه في الهند أرسلني لتعليم الناس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فإذا كنتُ مثل ما أدّعي فإن قلبك سيتغيّر اليوم.
والتفت نحو الباب فإذا بي أرى حضرة الشيخ واقفاً هنالك وكأنه يطمأنني بأنه معي. فاستدرت نحو الرجل وقلت له وجسمي يرتجف من الانفعال:
أُقسم بالله العظيم إذا لا تعلن الآن ندمك أمام أعين الناس وتتصدّق بشيء لخدمة الطريقة فإني أقسم بالله مرة اخرى سيصيبك سرطان وتأتي إليَّ مُستنجِداً ولن تجد من يرحمك.
فإذا بهذا الرجل المتجبّر ينهار ويقول بصوت عالي: «توبة، توبة، توبة. خذ كل ما تريده». فقلت له بأن عليه أن يعلن توبته بأن يأخذ البيعة وأن يتبرّع بخمسئة متر مربّع من الأرض لبناء تكية. فوافق الرجل وأخذ البيعة. وذهبت معه إلى الأرض التي يملكها وخطّطت موقع التكية عليها. قلت له بأني سأعود بعد أسبوع لأشرف على المباشرة بحفر الأساس، ولكن الرجل تطوّع بالبدء بحفر الأساس في اليوم التالي.
حين رأت أخت هذا الرجل، وهي امرأة مُسنّة تكبره بعدة سنوات، ما حدث لأخيها قالت: «هذه أول مرّة أرى فيها فرعون يتوب». فسألتها عمّن تقصد بكلمة «فرعون»، فأجابت بأن كل الناس ينادون أخاها بهذا اللقب لفظاظته وتكبّره.
وكان أيضاً من ثمرة بركة هذه الجلسة الإرشادية أن أخذ سبعة وعشرون شخصاً البيعة.