10 كرامات متنوعة

الفصل 10

كرامات متنوعة

هذه كرامات لا تنتمي إلى أصناف الفصول السابقة فجمعناها في هذا الفصل.

(63) تأييد المشايخ للمرشد بقوة روحية للإرشاد

التاريخ: 2012

المكان: بنگلور – كارناتاكا

عندما يرسل حضرة الشيخ مُحَمَّد الكَسْنَزان مريداً لإرشاد الناس فإنه يؤيده بقوة روحية وبركة. فعندما أرسلني حضرتهم إلى الهند قال لي:

اذهب، وأنا وثلاثة وثلاثون شيخٌ، من الرسول ﷺ، وراءك.

في كل رحلة إرشادية كنت أشعر وكأنني جبل يمشي على الأرض. كنت أحيانا أخشى على نفسي من نفسي، لأن البركة كانت تجعلني أشعر وكأني أسد، فلا أخشى أحداً أو شيئاً.

إنني أبقى في كل زيارة إلى الهند حوالي ستة شهور. بعد انتهاء زيارتي الثانية أو الثالثة، وبينما كنت في المطار أتهيأ لرحلة العودة ومعي خلفاء ودراويش جاءوا لتوديعي وقعت حادثة عجيبة. حين مررت خلال جهاز تفتيش الجسم رنَّ الجهاز، وكما هي العادة في مثل هذه الحالات طلب مني الموظف المسؤول إعادة التفتيش بعد إخراج أية قطع معدنية لازالت معي. وفعلاً وجدت مفتاحاً كنت قد نسيته في جيبي. حين مررت ثانية خلال جهاز الفحص شعرت بأن كل تلك القوة الخارقة التي كانت في داخلي تغادرني، شعرت وكأنها سُحِبَت مني. رويت هذه الكرامة لحضرة الشيخ بحضور العديد من العلماء الذين كانوا في زيارته وسألته عن تفسيرها فقال:

هذه همّة المشايخ التي يعطوك إيّاها عندما تكون في حاجة إليها ثم يسحبوها منك عندما تنتهي حاجتك إليها.

يشير حضرة الشيخ إلى حاجة الدرويش إلى هذه القوة الروحية عندما يكون في واجب الإرشاد. ومن أقواله قدس الله سره العزيز التي تؤكد هذا الأمر:

حين أرسل أحداً للإرشاد فإني أخلع عليه القطبية.

وتبيّن هذه الكرامة بأن أصل بركة المريد المرشد هو مشايخ الطريقة.

(64) نور يصعد من رأس الخليفة

التاريخ: 12/10/2012

المكان: قرية يابن بللي – ولاية تاميل نادو

اجتمع ناس من ثلاث قرى فأعطيتُ بيعة إلى أربعين شخصاً، منهم عشرة من الهندوس. وقد عرضت عليهم الإسلام، ولصعوبة لفظ العربية بالنسبة لهن طلبت منهم أن يقولوا فقط: «حبيبي يا رسول الله». فأجهشت فجأة امرأة هندوسية عمرها يجاوز الخمسين بقليل بالبكاء، فلما سألتها عن السبب قالت: «رأيت نوراً من فوق رأسك يخرج إلى عنان السماء فلم أتمالك نفسي». وقد صورها الدراويش معي وهي تبكي.

(65) إخراج شاب من التوقيف

التاريخ: 7/1/2013

المكان: ساريپاليا – بنگلور – كارناتاكا

بعد عودتي من جولة إرشاد قصيرة وجدت بإنتظاري امرأتين تبكيان. قالت إحداهما وهي فزعة: «أستحلفك بعبد القادر الگيلاني! لقد تشاجر ولدي مع هندوسي وهو الآن في قسم الشرطة، وأنت تعرف نحن مسلمون والمركز كله هندوس، ولا حول لي ولا مال سوى طرق باب الغوث الأعظم». قلت لها أن تذهب إلى علم التكية وتقول: «يا شيخ مُحَمَّد الكَسْنَزان أريد ولدي منك».

بعد ساعتين جاء طفل من عائلة تجاور هذه المرأة وبشّرها بعودة ابنها البيت، فقبَّلَت تراب التكية شكراً لله.

(66) بركة الطريقة تحسّن حياة شاب معوّق

التاريخ: 16/8/2014

المكان: بلگام – كارناتاكا

ذهبت في العام الماضي إلى مدينة بلگام وأعطيت البيعة إلى عدد من الناس. وكانت هنالك عائلة تتكون من الجد والأم والأب والأولاد وبنت واحدة قد أخذوا بيعة من الطريقة الجنيدية. كان أحد الأولاد شاب معوق من الولادة، يداه منضويتان إلى الخلف وساقاه ملتويتان ولا يتحرك سوى رأسه، ولكنه ذكي جداً ويتكلم بطلاقة. فلما جلبوه إلي أدهشني أن حجمه كان بحجم دمية الأطفال رغم أن عمره سبع عشرة سنة. ففكّرت في نفسي عما عساي أن أصنع لهذا الطفل، أخذت أدعو من الله أن لا يحرجني وطلبت من حضرة الشيخ أن لا يحرجني لأجل الرسول ﷺ».

بعدما أخذت العائلة كلها البيعة سألني الشاب المعوق إن كانت تستطيع الطريقة أن تغير حياته، فقلت له بأنه إن صدق التعامل مع اللَّه فإنها ستغير حياته تماماً، فلما سألني كيف، قلت:

هذا بيد من ﴿يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ﴾ (البقرة/253) لا بيدي أنا، فما أنا إلّا عامل بريد أحمل رسائلاً. بعد أخذك البيعة، إذا صَدَقْتَ أنت وأهلك سيغير اللَّه حياتك لأنه القائل: ﴿إِنَّ اللَّـهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾ (الرعد/11).

حين عدتُ هذا العام إلى بلگام، كان الشاب موجوداً مع أهله جميعاً من ضمن الناس المجتمعين ليأخذو البيعة مني، وكانت هنالك مفاجأة سعيدة بانتظاري. فبعد ما أخذ الجميع البيعة طلب التحدّث أمام الحضور وقال:

في العام الماضي جاء الخليفة من بغداد وطلبت منه أن يغير حياتي، فقال بأن اللَّه هو الذي يغير حياتك إذا ما أنت غيرت تعاملك معه. فأخذت وأهلي البيعة منه وتمسّكنا بالأوراد. بعد مرور أربعة أشهر كنا نتسابق فيها أي يكمل أوراده أولاً جاءت إلى دارنا هيئة معوقي كارناتاكا، وهي هيئة وطنية تعنى بالمعوقين، وفاجأوني بالقول بأنهم قد اختاروني لتمثيل كارناتاكا في بريطانيا. فذهبت إلى بريطانيا على نفقة الدولة، واختبروا مهاراتي بالكومبيوتر وبعمل المحولات الكهربائية وفزت بمسابقة. كما استعرضت لهم قدرتي على السباحة فأثارت استغرابهم وفرحهم في نفس الوقت، فهدوا لي ميدالية ذهبية ومعها خمسة آلاف دولار، كما هدى لي الوزير الأول لكارناتاكا بيتاً في بلگام باسمي. فهذه هي الطريقة الكَسْنَزانِيّة وقوتها وقوة أورادها وشيخها. لقد غيّرت حياتي وحياة أهلي معي.

(67) صوت الشيخ مُحَمَّد الكَسْنَزان يؤنّب ابناً تطاول على أبيه

التاريخ: 2013

المكان: في الطريق من بنگلور إلى كولار – كارناتاكا

خرجت للإرشاد مع السائق والخليفة عبد البشير (رحمة الله عليه) وابنه محمد ذاكر. بينما كنت في الطريق اتَّصَلتُ بالخليفة مجيد، فقلت له بأني قد خرجت للإرشاد ولدي مشكلة شرحتها له. هنالك درويشة قديمة لديها رجفة في يديها ورجليها ولا تستطيع النوم. فسمعت حضرة الشيخ يقول للخليفة أن يسألني إن كانت حالتها هذه بدأت قبل أخذها الطريقة أم بعدها، فأخبرته بأنها بدأت بعد أن أصبحت درويشة. فقال حضرة الشيخ: «لتتوقف عن الأوراد الدائمة وتستمر على الأوراد اليومية فقط».[1]

وبينما كان خليفة عبد البشير يبلغهم بما قال حضرتهم حصلت مشادة كلامية بينه وبين ابنه محمد ذاكر. كان محمد ذاكر يجادل أباه بأنه سمع بأن الدرويشة يجب أن تتوقف عن الأوراد اليومية بينما كان الأب يقول مصيباً بأن الأمر كان بالتوقف عن الأوراد الدائمة. وتطور الجدال بينهما حتى رفع الابن صوته على أبيه، فسمعت صوت حضرة الشيخ قدس الله سره على يساري يقول:

ابني، ﴿وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ (البقرة/83). قل ذاكر أن لا يجعلني أزعل.

فطلبت من السائق أن يوقف السيارة، ثم أخذت محمد ذاكر جانباً وأخبرته بما قال حضرة الشيخ، فبكى وقبَّل قدم أبيه معتذراً عمّا بدر منه.

[1] «الأوراد الدائمة» و «الأوراد اليومية» هما نوعان من أذكار الطريقة.