التقويم المُحَمَّدي الشَّمْسي
لا يقلّ التقويم الشَّمْسي أهمية عن التقويم القمري في البلدان الإسلامية، بل إن التقويم الرسمي في الكثير من هذه الدول هو التقويم الميلادي، الذي هو تقويم شمسي يبدأ من التاريخ الافتراضي لولادة عيسى عليه السلام.[1] والقرآن الكريم يشير بوضوح إلى فوائد استخدام الشمس والقمر في الحساب:
﴿فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾ (الأنعام/96).
﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ اللَّـهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ (يونس/5).
وبعد أقل من ثلاثة أعوام من استحداثه للتقويم المُحَمَّدي، وكمبادرة أخرى للاحتفال بالمولد النبوي الشريف، قام شيخنا في ذكرى المولد النبوي الشريف وفقاً للتقويم الميلادي في 2 أيّار 1994 بتصميم تقويم شمسي جديد يبدأ من شهر ولادة الرسول ﷺ. وتمييزاً عن التقويم «المُحَمَّدي» القمري، سُمِّيَ التقويم الجديد بالتقويم «المُحَمَّدي الشَّمْسي». وهكذا فإن الشهر المُحَمَّدي الشَّمْسي الأول، الذي هو شهر الولادة الشريفة، يقابل الشهر الخامس في التقويم الميلادي، فالسَنَة المُحَمَّدية الشَّمْسية إذاً تبدأ بعد السَنَة الميلادية بأربعة أشهر. أي أن تاريخ الولادة الشريفة الميلادي 2 / 5 / 570 يقابل 2 / 1/ 1 وفقاً للتقويم المُحَمَّدي الشَّمْسي.
وسُمِّيَت معظم أشهر التقويم المُحَمَّدي الشَّمْسي نسبة إلى تغييرات طقسية وموسمية تحدث في تلك الشهور، وحسب أوقاتها في الجزيرة العربية، حيث وُلِدَ النبي ﷺ وانتشر منها الإسلام. وفيما يلي أسماء الأشهر:
1) الرحمة: شهر ولادة الرسول ﷺ الذي وصفه القرآن العظيم بهذه الصفة: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ (الأنبياء/107).
2) الفردوس: تزدهر الحقول في هذا الشهر بالفواكه والخضراوات والحبوب.
3) الشمس: أول أشهر الصيف الحارّة.
4) الرّطَب: شهر نضوج التمر، علماً بأن النخلة تعتبر شجرة مباركة في الإسلام.
5) الرِحلة: حدثت هجرة الرسول ﷺ في هذا الشهر، حيث غادر مكّة المكرَّمة في الثامن من الشهر ووصل إلى المدينة المنوَّرة بعد أسبوعين في الثاني والعشرين.
6) الغيث: بداية سقوط المطر.
7) البرد: أول أشهر فصل الشتاء.
8) الثلج: بداية سقوط الثلج.
9) الريح: شهر يتميّز برياحه الشديدة.
10) الزرع: أول أشهر زراعة النباتات الصيفية.
11) البُراق: كان معراج الرسول ﷺ إلى السماء في هذا الشهر، والبُراق هو اسم الوسيلة التي عرج بها.
12) الربيع: أول شهر بعد الاعتدال الربيعي.
المُحَمَّدي الشَّمْسي | الميلادي | ||
التسلسل | الاسم | التسلسل | الاسم |
1 | الرحمة | 5 | أيّار/مايو |
2 | الفردوس | 6 | حزيران/يونيو |
3 | الشمس | 7 | تمّوز/يوليو |
4 | الرّطب | 8 | آب/أغسطس |
5 | الرِحلة | 9 | أيلول/سبتمبر |
6 | الغيث | 10 | تشرين الأوّل/أكتوبر |
7 | البرد | 11 | تشرين الثاني/نوفمبر |
8 | الثلج | 12 | كانون الأوّل/ديسمبر |
9 | الريح | 1 | كانون الثاني/يناير |
10 | الزرع | 2 | شباط/فبراير |
11 | البُراق | 3 | آذار/مارس |
12 | الربيع | 4 | نيسان/أبريل |
الأشهر المُحَمَّدية الشَّمْسية ومقابلاتها الميلادية
يتأخر التقويم المُحَمَّدي الشَّمْسي عن نظيره الميلادي بخمسمئة وتسعة وستّين عاماً وأربعة أشهر، وهي المدة الزمنية بين بداية السَنَة الميلادية الأولى، أي السَنَة الافتراضية لولادة عيسى عليه السلام، وبداية السَنَة المُحَمَّدية الشَّمْسية الأولى، أي عام ولادة النبي ﷺ. فاليوم في التقويمين هو نفسه، لأن كليهما يتّبعان الشهر الشَّمْسي، ولكن الشهر والسَنَة يتغيّران. وفيما يلي طريقة التحويل بين التقويمين الميلادي والمُحَمَّدي الشَّمْسي.
[1] عُرِفَ هذا التقويم باسم التقويم «اليولياني» أو «الجولياني» لأن الجنرال الروماني يوليوس قيصر هو الذي استحدثه في عام 46 قبل الميلادي وبدأ العمل به من اليوم الأول من شهر كانون الثاني، الذي هو أول أشهر السَنَة الرومانية، من عام 45 قبل الميلاد. وبسبب قصر في السَنَة الجوليانية عن السَنَة الشَّمْسية، قام البابا گريگوري الثالث عشر في عام 1582 بتعديل هذا التقويم، فأصبح يُعرَف بالتقويم «الگريگوري».