ضرورة الصُّحْبة

ضرورة الصُّحْبة

للصُّحْبة تأثير كبير ومباشر على الإنسان، إما تقرّبه من الله أو تبعده عنه، وهنا يقارن الله عز وجل بين الصحبة الطيّبة والسيّئة:

﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (٢٧) يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (٢٨) لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا﴾ (الفرقان/27-٢٩).

﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾ (الزخرف/٦٧).

ومن أقوال الرسول ﷺ في تأثير الصُّحْبة على المرء: «الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ».[1] كما أخبرتنا كثير من الأحاديث النبوية الشريفة عن أهمية الصُّحْبة الصالحة في الوصول إلى الله، ومنها أنّه ﷺ سُئِلَ يوماً: «أي جُلسائِنا خير؟»، فأجاب: «من ذكّرتكم بالله رُؤيتُه، وزادَ في عِلْمِكم منطِقُه، وذكَّرَكم بالآخرةِ عَمَلُه».[2] وتساعد الصُّحْبة الصالحة المرء على اكتشاف عيوبه وإصلاحها، ولذلك قال النبي ﷺ: «المؤمنُ مِرآةُ المؤمِنِ»،[3] وهذا وصف عام ينطبق على كل المؤمنين. ومن أقواله ﷺ في الصُّحْبة:

«مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ.[4] فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ،[5] وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً. وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ منه رِيحًا خَبِيثَةً».[6]

وتبيّن أقوال الرسول ﷺ أهمية اختيار المرء بدقة من يصاحِب، لأن الإنسان لا يمكن إلا أن يتأثَّر بأخلاق وسلوك وطباع من يصاحِب، تأثّراً محسوساً ظاهراً وآخر روحياً خفياً يجعلا في الصاحِب بعض أحوال صاحِبه. وتنطبق هذه الأوصاف على أية صُحْبة بشكل عام.

ومن أوضح الدلائل على أهمية الصُّحْبة وأنها كانت دائماً وسيلة لا غِنى عنها في التقرّب إلى الله ما جاء في قصة النبي موسى مع الخَضِر عليهما السلام. أولاً، كان موسى مُصاحَباً بفتى يتلقى من كليم الله العلم وتزكية النفس: ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا﴾ (الكهف/60). ثانياً، إن الدرس الرئيس في القصة هو بحث كليم الله وصاحِب التوراة، بأمر من الله، عن رجل معيّن ليتّبعه ويتعلّم منه. فرغم مكانة هذا النبي وقربه من الله، كان هنالك من تزيده صحبتُه خيراً. ثالثاً، لابد أن يمتلك المُصاحَب المؤهلات التي تتطلّبها تلك الصحبة، مثلما وصف الله ميّزات الخَضِر: ﴿عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا﴾ (الكهف/65). وميّز اللهُ الرجلَ الذي أرسل موسى للبحث عنه بثلاث صفات، أولها هو أنه كان عبداً قد حقّق شرط العبودية. فكل خَلق الله هم عباده كَرهاً، ولذلك فإن وصفه عز وجل لهذا الرجل بالعبودية هو إشارة إلى أنه كان عبداً طوعاً لا كَرهاً فقط. والصفة الخاصة الثانية هي أن الله آتاه رحمة، أي نعِماً خاصة أنزلها على هذا العبد الكامل. أما الصفة الثالثة فتعليم الله له لعلم ربّاني خاص، ولذلك قال عن هذا العلم بأنه من «لدنه» ولم يقل بأنه من «عنده»، لأن ظرف المكان «لَدُن» يشير إلى قرب أكبر وخصوصيّة أكثر من «عِنْد».[7] وهذا العلم اللَّدُنّي هو سر طلب موسى صُحْبة الخَضِر: ﴿هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا﴾ (الكهف/66).

رابعاً، حين وجد موسى المعلّم الذي كان يبحث عنه طلب صحبته، لكن الخَضِر عرف بعلمه اللَّدُنّي بأن موسى لن يقدر على شروط الصحبة: ﴿قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا﴾ (الكهف/٦٧)، لأن موسى لم يكن معتاداً على صُحْبة من يفوقه علماً، فكانت أفعال الخَضِر أغْمَضَ من أن يستطيع فهمها وتفسيرها: ﴿وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا﴾ (الكهف/68). خامساً، أحد شروط الصُّحْبة الطاعة الكاملة، لأن المُصاحَب أعلمُ بحال المُصاحِبِ من نفسه، ولذلك وَعَدَ موسى بأن يسلّم أمره إلى الخَضِر: ﴿سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّـهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا﴾ (الكهف/69)، وأكدّ جواب الخَضِر أيضاً أهمّية الطاعة: ﴿فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا﴾ (الكهف/70).

ولا يمكن سلوك الطريق إلى الله من غير مرشد يعرفه خير المعرفة، ولذلك أرسل الله عز وجل الأنبياء ﷺ فأيّدهم بعلوم ونور منه ليرشدوا الناس إليه. بل لم يوجد يوماً من سلك الطريق إلى الله من غير صاحِب ينوّر له الطريق ويقوده عليه. فحتى صحابة الرسول ﷺ ما كان لهم أن يكتفوا بالقرآن دون صُحْبة المعلم الأكبر ﷺ، بل إن من دلائل كون صحبتهم للنبي ﷺ هي من أكبر نعم الله عليهم أنهم مُيِّزوا بلقب «الصحابة»، أي صحابة الرسول ﷺ. وهكذا كل من جاء بعدهم أيضاً يحتاج للصحبة، ولذلك قال ﷺ:

«إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي، أَحَدُهُمَا أَعْظَمُ مِنَ الآخَرِ: كِتَابُ اللَّهِ، حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ؛ وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي. وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَليَّ الْحَوْضَ، فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِي فِيهِمَا».[8]

فحتى القرآن الكريم لا يُغني السالك على الطريق إلى الله عن الصاحِب المرشِد، لأنه رغم أن في كتاب الله تفصيل كل أمور الدين، فإن المرء يحتاج لمرشد يساعده في جعل حياته تطبيقاً صحيحاً ودقيقاً لأوامر ونواهي القرآن العظيم، أي يحتاج لمن يجعله يحوّل النظرية إلى تطبيق عملي. ويلخّص القول المعروف التالي أهمّية المرشد ببلاغة جميلة: «والله ما أفْلَحَ من أفْلَحَ إلا بصحبة من قد أفْلَح».[9]

وضرورة الصُّحْبة هي دليل آخر على أن الصيغ المختلفة للحديث النبوي أعلاه التي تستبدل أهل بيت النبي ﷺ بسنّته كلّها موضوعة، لخلوها من الصُّحْبة.[10] إن السُّنّة، قولاً وفعلاً، هي تفسير القرآن، كما يقول شيخنا، وليست شيئاً يُضاف إليه. وهذه الحقيقة تؤكد ملاحظتنا بإن التحريف الذي أُدخِلَ على هذا الحديث ليس «إضافة» مفهوم السُّنّة إليه ولكن «حذف» دور الصُّحْبة وأن من فرض الله صحبتهم هم آل بيت النبوة.

من الطبيعي إذاً أن نجد بأن شيخ الطريقة أيضاً لا يصل إلى هذه المرتبة الروحيّة إلا باتباعه لأستاذ معلِّم. فمن يقرأ تاريخ أي شيخ من مشايخ الطريقة يجد بأنه لابد وأن يكون قد صاحَبَ شيخاً لحاجته للتتلمذ على يد أستاذ روحي، فكل أستاذ كان يوماً ما تلميذاً. فكل الذين وصلوا إلى الله، بما في ذلك مشايخ الطريقة، وصلوا بالصُّحْبة في سبيل الله، التي بدأت بصحبة الرسول ﷺ.[11]

ونرى في بحث موسى عن الخَضِر بأنه كان مستعدّاً للسفر، مهما طالَ أو بَعُدَ، في سبيل العثور على من كانت صحبته سترفع من حاله، حيث قال لفتاه: ﴿لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا﴾ (الكهف/60). كانت علامة انتهاء البحث التي عرّفها الله لموسى هي الوصول إلى مجمع البحرين، فترى في كلماته إصراراً على ألا يتوقّف قبل الوصول إلى ذلك المكان ولو طال به السفر. وكذلك فإن تاريخ التصوّف غني بسِيَرِ مشايخٍ قطعوا مسافاتٍ هائلة، في أزمان كان السفر فيها شاقاً جداً، بحثاً عن أساتذة يصاحبوهم ويتعلّموا على أيديهم آداب الطريق إلى الله. فالشيخ عبد القادِر الگيلاني، على سبيل المثال، هاجر وهو في مقتبل العمر من إيران إلى العراق بحثاً عن أستاذ.

وضرورة الصُّحْبة ليست مقصورة على علم الطريقة الروحي، وإنما تشمل علوم الدين النقليّة أيضاً. فمثلاً قراءة القرآن وتعلّم الحديث وغيرها من علوم الدين النقليّة لا يمكن الترقّي فيها من غير الدراسة على أيدي من برع فيها. فالسفر بحثاً عن أساتذة يدرس المرء على أيديهم ما يبغي من العلوم كان تقليداً ثابتاً عند طلاب العلوم النقلية أيضاً على مر التاريخ. بل وحتى طالب العلوم العقلية غير الدينية يحتاج إلى الذهاب إلى خبراء تلك العلوم ليتتلمذ على أيديهم.

استشهد الشيخ عبد القادِر الگيلاني في كتابه جلاء الخاطر[12] بالحديث الشريف «استعينوا على كلّ صنعةٍ بصالحِ أهلها» وربطه بضرورة اتّباع طالب الوصول إلى الله لشيخ عارف بالله:

«هذه العبادة صنعة، وصالحو أهلها المخلصون في الأعمال، العاملون بالحُكم، العالمون به، المودّعون للخَلق بعد معرفتهم بهم، الهاربون من أنفسهم ومن أموالهم وأولادهم وجميع ما سوى ربهم عز وجل بأقدام قلوبهم وأسرارهم. مبانيهم في العمران بين الخَلق، وقلوبهم في البراري والقفار. لا يزالون على ذلك حتى تتربّى قلوبهم وتتقوّى أجنحتها فتطير إلى السماء. علت همّتهم فطارت قلوبهم وصارت عند الحق عز وجل، فصاروا من الذين قال الله عز وجل في حقهم: ﴿وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ﴾ (ص/47)».[13]

وكما أن واجب طالب الوصول إلى الله مُصاحَبَة أستاذه الروحي، فإن على الأستاذ أن يوجّه المريد من غير هوى ولا مداهنة: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّـهِ ۚ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ﴾ (الحجرات/7). وكذلك فإن واجب شيخ الطريقة توجيه المريد وفقاً لنهج النبي مُحَمَّد ﷺ من غير تفريط. ومثلما سخَّرَ النبي ﷺ نفسه وحياته للإسلام، فإن شيخ الطريقة يكرّس حياته لتعليم وخدمة الدراويش. لذلك كان كثيراً شيخنا ما يتحدّث عن أهمية الدرويش عنده:

«إن أعزّ شي عند مشايخ الطريقة هو أنتم، الدراويش. فالدراويش أعزّ من الابن، أعزّ من الأخ، أعزّ من الأب، أعزّ من كل شي، لأن شيخ الطريقة كَرَّسَ حياته لخدمتكم. حين يراكم فإنه كالبستاني حين يدخل صباحاً إلى بستانه ويرى الورود المتفتّحة، ويشم رائحتها العطرة، يرى تلك الورود الجميلة في بستانه، فيغمره الفرح. فحين يراكم الشيخ هكذا يفرح، لأنه يرى ثمرة طريقته، يرى الورود، يرى هذا الوجه المبارك، وجه الطريقة، يرى أولاده، يرى إخوانه، يرى قطعة من قلبه، يرى خلية من خلايا شاه الكَسْنَزان،[14] يتباهى بكم. الناس يملكون المال، ولكننا نملك الروح. فأرواحكم هي جزء من روح الإسلام، كلنا مرتبطون روحيًا بالروح الأعظم. فأعز شي عند الشيخ هو الدرويش والخليفة،[15] أنتم أعز شيء عند الشيخ. لا يملك الشيخ شيئاً أعزّ منكم، لا والله. لقد كرّستُ كل حياتي لخدمتكم».[16]

وكذلك يصف جميع المشايخ علاقتهم بالمريد. فهذا مثلاً ما نقلَ شيخنا عما كان أستاذه، الشيخ عبد الكريم، يعلّمه ويوصيه بشأن الدراويش:

«حين كنت صغيراً في زمن السيد عبد الكريم كان دائماً يبلغني ويقول لي «احذر، لا تقرَب الدراويش، لا تؤذي الدراويش، لا تؤذي الخلفاء، فهم أعزّاء، والمشايخ لا يرضون بأذاهم، احذر». كان دائماً يحذّرني ويقول «الخلفاء والدراويش أعزّاء عند مشايخ الطريقة، هم أعز منك، لأنهم خلفائي، إنهم دراويش، لا تقربهم، لا تؤذيهم». كان دائماً يعلّمنا تربية الدروشة، تربية وأخلاق الدراويش. كان يقول «الدرويش عزيز». حتى حين كان يُجلَبُ المجانين إلى التكية كان يمنعنا من التقرّب منهم، ويقول: «الدرويش خطر، حتى إذا كان مجنوناً فهو خطر، لا تقتربوا منه. ابتعدوا عنه، لا تؤذوه». فالدرويش عزيز، الدرويش نور، رحمة، بركة للطريقة؛ الدرويش ثمرة الطريقة، الدرويش بستان الطريقة».[17]

وكان الشيخ عبد الكريم يوصي الذين كانوا يرعون الشيخ مُحَمَّد المُحَمَّد في صغره بأن يمنعوه من الاقتراب من الدراويش خشية أن يؤذيهم دون قصد أو يؤثّر على قلوبهم الدائمة الذكر لله والمرتبطة بقلب شيخهم. والخطر الذي يشير إليه الشيخ عبد الكريم فيما نقله عنه أستاذنا هو أن للدرويش السالك طاقة روحية مستمدة من طاقة أستاذه، ولذلك فإن إيذاءه، وإن كان غير مقصودٍ، يمكن أن يعود بالأذى على من آذاه.

[1] الترمذي، الجامع الكبير، ج 4، ح 2378، ص 187.

[2] عبد بن حميد، المُنتَخَب من مسند عبد بن حميد، ج 1، ح 631، ص 482.

[3] أبو داود، سُنَن أبي داؤد، ج 7، ح 4918، ص 279.

[4] «الكِيرُ» هو الزِقُّ الذي ينفخ فيه الحدّاد على الحديد وقت صهره وتشكيله.

[5] أي «يعطيك».

[6] البخاري، الجامع الصحيح، ج 3، ح 5332، ص 296؛ مسلم، صحيح مُسلم، ج 4، ح 2628، ص 2026.

[7] فتوحي، «مفهوم «لَدُن» في القرآن العظيم».

[8] الترمذي، الجامع الكبير، ج 6، ح 3788، ص 125. يُعرَف هذا الحديث بحديث «العِترة» و «الثَّقَلَين» لورود إحدى هاتين الكلمتين أو كلتيهما في بعض صيغه. ومعنى «العِترة» هو «النسل» و «الأقرباء» و «العشيرة»، والإشارة في هذا الحديث هي صراحةً إلى ذرِّيَّة النبي ﷺ. أما «الثَّقَل» فهو «النفيس العالي الشأن»، وهو يرمز في هذا الحديث إلى «القرآن العظيم» و «عِترة الرسول ﷺ».

[9] ابن عجيبة، إيقاظ الهِمم في شرح الحِكَم، ص 23.

[10] البيهقي، السنن الكبرى، ج 10، ح 20336، ص 194-195. ولكن البيهقي يذكر أيضاً مباشرة قبل هذه الصيغة المُحرَّفة من الحديث صيغته الصحيحة (ح 20335) التي فيها عبارة «أهل بيتي» التاريخية بدل عبارة «سُنّة نبيّه».

[11] الشيخ مُحَمَّد المُحَمَّد الكَسْنَزان، موعظة، الثلث الأخير من 10 / 2013.

[12] وثّقنا كل الاقتباسات من كتاب جلاء الخاطر وفقاً لأول تحقيق لهذه المخطوطة، وهو للشيخ مُحَمَّد المُحَمَّد الكَسْنَزان، ولكن قمنا بتنقيح بعض المواضع في النص بالاستعانة بتحقيق لاحق لباحِثَين آخرين، وذكرنا المصدرين في قائمة المراجع.

[13] الشيخ عبد القادِر الگيلاني، جلاء الخاطر، ص 16.

[14] هو الشيخ عبد الكريم شاه الكَسْنَزان، أحد كِبار مشايخ الطريقة، الذي سنقرأ عنه الكثير فيما بعد.

[15] «الخليفة» في الطريقة الكَسْنَزانِيّة هو درويش مُوكَّل من قبل الشيخ بإعطاء بيعة الطريقة للناس نيابة عن الشيخ. والخلافة ليست مرتبة روحية ولكنها وظيفة إدارية. وللطريقة الكَسْنَزانيّة عدد كبير جداً من الخلفاء في مختلف أنحاء العالم.

[16] الشيخ مُحَمَّد المُحَمَّد الكَسْنَزان، موعظة، 27 أيلول 2012.

[17] الشيخ مُحَمَّد المُحَمَّد الكَسْنَزان، موعظة، 16 كانون الأول 2013.