الشيخ مُحَمَّد المُحَمَّد الكَسْنَزان في جلسة مدائح في تكية عمّان، الأردن (2 آيار 2018)

إن شاء الله، نحن نوّجه الأمّةَ توجيهاً صحيحاً، وفقاً لما وَجَّه الرسولُ الأمّة. نحن نَأمرُ بالمعروف وننهى عن المنكر، نَأمرُ بالأخوّة والمحبّة والعبادة والمساواة، نَأمرُ بالتآخي والتحابب، نَأمرُ بالعمل الصالح، نَأمرُ بما أنزله اللَّه سبحانه وتعالى في القرآن على حضرة الحبيب ﷺ كي يأمر به الأمّة الإسلامية، نَأمرُ بما أمَرَ به اللهُ سبحانه وتعالى، أي الأوامرَ الموجودة في الكتاب والسُنّة. هذا هو عَملُنا، هذي هي طَريقتُنا.

السيّد الشيخ مُحَمَّد المُحَمَّد الكَسْنَزان الحُسَيني (موعظة، 7 شباط 2013)

لقد صنَّفنا مواضيع الفصول ورتّبناها بشكل يتابع أحداث سيرة الشيخ بتسلسلها التاريخي قدر الإمكان. وجمعنا في هذه السيرة معلوماتٍ عن المراحل المختلفة لحياته بجوانبها العديدة. فعسى أن يعطي الكتاب صورة كاملة قدر الإمكان عن حياته، بما فيها من الكثير من التحدّيات، والمعاناة، والإنجازات؛ حوادث جلبت السعادة وأخرى ملئت القلبَ بالحزن.
لم نقصر هذه السيرة على تاريخ شيخنا بعد استلامه لمشيخة الطريقة في سن الأربعين، ولكن تتبَّعنا أيضاً مختلف مراحل حياته قبل ذلك، بل وذكرنا حوادث سبقت ولادته ذات صلّة بسيرته. وتبرز هذه السيرة التغييرات الجذرية التي طرأت على شخصيّة وسلوك واهتمامات شيخنا بعد أن أصبح أستاذاً للطريقة. فبعد حياةٍ ملئتها مشاغل الدنيا لعبت فيها الطريقة دور صغير، إذ كان ابن شيخ الطريقة وأحد دراويشها، جعل الجلوس على سجّادة مشيخة الطريقةَ شغله الشاغل والإرشادَ إلى الله همّه الأكبر.
وفيما يلي عرضٌ سريع لمحتويات الكتاب.
يبيّن الفصل الأول بأن الشيخ مُحَمَّد المُحَمَّد هو سليل الدوحة المُحَمَّديّة، حيث يتتبّع أصل العائلة البرزنجيّة التي تفرّعت عنها العائلة الكَسْنَزانيّة التي ينتمي إليها شيخنا. كما يعرض الفصل سلسلة مشايخ الطريقة الكَسْنَزانيّة. ثم يقصّ الفصل الثاني تاريخ زواج والِدَي شيخنا واهتمام الشيخ حُسَين الاستثنائي به وهو طفل صغير. ويتابع الفصل الثالث الجو العائلي المُفعَّم بالروحانيّة الذي نشأ فيه شيخنا. ويركّز الفصل على التعريف بوالدته، حيث نتعرف على والده الشيخ عبد الكريم في فصول الكتاب المختلفة.
يتناول الفصل الرابع التاريخ الدراسي لشيخنا، فيما يشرح الفصل الخامس باختصار دوره في الدفاع عن الحقوق القومية للأكراد في النصف الأول من ستّينيّات القرن العشرين. أما الفصل السادس، فيتحدث عن زواج شيخنا وأولاده.
ليست مشيخة الطريقة اكتساباً ولكن اصطفاءً من الله عز وجل عن طريق النبي ﷺ ومشايخ الطريقة. وموضوع الفصل السابع هو اختيار الشيخ مُحَمَّد المُحَمَّد لمشيخة الطريقة الكَسْنَزانيّة. ثم يستعرض الفصل الثامن جلوسه على سجّادة الطريقة بعد وفاة والده الشيخ عبد الكريم. دخل شيخنا ثلاث خلوات بعد أن أصبح شيخ الطريقة، وهي موضوع الفصل التاسع. أدى قرار شيخنا في مطلع الثمانينيّات بنقل مقر الطريقة من كركوك إلى العاصمة بغداد إلى انتشار الطريقة الكَسْنَزانيّة بشكل غير مسبوق، وهذا ما يناقشه الفصل العاشر.
يستعرض الفصل الحادي عشر جهود الشيخ مُحَمَّد المُحَمَّد الإرشاديّة الاستثنائية، فيما يتحدّث الفصل الثاني عشر عن التغييرات الكبيرة التي أدخلها على أوراد الطريقة. كان الشيخ يحبّ عبادة الله عز وجل حبّا جمّاً وقضى معظم نهاره وليله في ذكره. يناقش الفصل الثالث عشر عباداته المختلفة.
في عام 1990 طرح شيخنا مبادرة لتقويم إسلامي جديدي يحتفي بولادة النبي مُحَمَّد ﷺ، أسماه التقويم المُحَمَّدي، ثم اتبعه في عام 1994 بالتقويم المُحَمَّدي الشَّمسي. هذان التقويمان هما موضوع الفصل الرابع عشر. ويتناول الفصل الخامس عشر حبّ أستاذنا لتعمير الأماكن المقدَّسة وزيارتها. لسماع مدح النبي ﷺ ومشايخ الطريقة مكانة خاصّة عند أهل التصوّف، وكذلك هو حال شيخنا، وهو ما يشرحه الفصل السادس عشر.
يتناول الفصل السابع عشر المضايقات السياسية التي تعرّضت لها الطريقة الكَسْنَزانيّة في العراق والتي اضطرّت الشيخ مُحَمَّد المُحَمَّد إلى الهجرة من بغداد ومن ثم العراق. كان شيخنا يحب القراءة كثيراً كما كان يحثّ المريدين على طلب العلم، وهذا هو موضوع الفصل الثامن عشر. ويشرح الفصل التاسع عشر تاريخ تعيين شيخنا لابنه الأكبر خليفةً له على سجّادة الطريقة.
من خصائص مشايخ الطريقة التحلّي بصفات النبي ﷺ، فيستعرض الفصل العشرين بعضاً من شمائل شيخنا الحميدة. إن مشيخة الطريقة هي منصب قيادي يتطلّب صفاتٍ قيادية، فيدرس الفصل الحادي والعشرين بعض صفات أستاذنا القيادية. يتطرّق الفصل الثاني والعشرين إلى هوايات واهتمامات شيخنا التي لم تذكرها الفصول السابقة. ويختم الفصل الثالث والعشرين فصول الكتاب بالحديث عن مرض شيخنا الأخير وانتقاله إلى عالم الروح. أضفنا في نهاية الكتاب جدولاً بالحوادث الرئيسة في حياة الشيخ مُحَمَّد المُحَمَّد مرتّبة حسب تسلسلها الزمني.
لقد استخدمنا نظام الحواشي المرقمَّة لتحديد مصادر المعلومات في النص وللملاحظات الهامشية. وفي حالة مواعظ شيخنا، فقد حدّدنا كل محاضرة استشهدنا بنصّ منها بتاريخها، فيما ذكرنا اسم المؤلف وعنوان الكتاب ورقم الصفحة عند اقتباسنا من الكتب. وفي حالة كتب الحديث النبوي، ذكرنا رقم الحديث أيضاً، لتسهيل العثور عليه في الطبعات المختلفة لكتب الحديث. وجمعنا في نهاية الكتاب قائمة المصادر المكتوبة القديمة والحديثة، مع التفاصيل الكاملة لكل مرجع أشرنا إليه في الحواشي.