لقد قمنا بجمع فصول الكتاب في ثلاثة أجزاء يركّز كلٌ منها على موضوع معيّن تتناول فصول الجزء مختلف جوانبه. وفيما يلي عرضٌ سريع لمحتويات الكتاب.

يركّز الجزء الأول على شرح مفاهيم صوفيّة أساسية وفقاً لفكر الطريقة الكَسْنَزانيّة ويتناولها في خمسة فصول. يبيّن الفصل الأول بأن الطريقة تمثّل «الجانب الروحي للإسلام»، كما وصفها الشيخ مُحَمَّد المُحَمَّد، وبأنها ترتبط بعلاقة تكاملية مع الشريعة. يشرح الفصل الثاني «الصحبة» التي هي أساس التطور الروحي والقرب من الله عز وجل. ومن ضرورات التطور الروحي معرفة المرء لنفسه، وهذا هو موضوع الفصل الثالث. ويشرح الفصل الرابع «البيعة» في الطريقة التي وصفها شيخنا بـ «اللمسة الروحية» التي تربط المريد بروح شيخه فشيخ شيخه وصولاً إلى الرسول ﷺ. يتناول الفصل الخامس الكرامات التي تلعب دوراً كبيراً في الطريقة لأنها المِدادُ الذي تُكتَب به أجزاءٌ كبيرة من سِيَر مشايخ الطريقة وأهل القرب من الله. إن مشيخة الطريقة لا تكون بكسب من الشيخ، ولكنّها اختصاص ربّاني وتعيين من النبي ﷺ، وهذه الحقيقة هي موضوع الفصل السادس وآخر فصول الجزء الأول.

أما الجزء الثاني من الكتاب فيعرّف بأساتذة الطريقة العَلِيّة القادِريّة الكَسْنَزانيّة، مبتدئاً بسلسلة مشايخها في الفصل السابع، قبل أن يركّز كلٌ من الفصول الثمانية التالية على ثمانية من أعلام التصوّف هؤلاء. فسيرة الخليفة الروحي للنبي ﷺ الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وكرم الله وجهه هي موضوع الفصل الثامن، ثم يعرض الفصل التاسع سيرة الغوث الأعظم السيد الشيخ عبد القادِر الگيلاني قدس الله سره العزيز. اقتبست الطريقة العَلِيّة القادِريّة الكَسْنَزانيّة اسمها من هذين النجمين الخالدين في سماء التصوّف ومن السيّد الشيخ عبد الكريم شاه الكَسْنَزان الذي حياته هي موضوع الفصل العاشر. وتتناول الفصول التالية مشايخ الكَسْنَزان الخمسة الآخرين، حيث يعرّف الفصل الحادي عشر بالشيخ المهاجر عبد القادِر الكَسْنَزان صاحب الكرامات الباهرة، والفصل الثاني عشر بشيخ الخلوة والزهد حُسَين الكَسْنَزان، والفصل الثالث عشر بالشيخ عبد الكريم الكَسْنَزان، والفصل الرابع عشر بأستاذنا الغائب حديثاً عن أعيننا الحاضر دائماً في قلوبنا مُحَمَّد المُحَمَّد الكَسْنَزان، والفصل الخامس عشر بالشيخ الحاضر شمس الدّين مُحَمَّد نهرو الكَسْنَزان.

ثم يركّز الجزء الثالث والأخير على ممارسات الطريقة، التي أساسها الأخلاق النبوية وهي موضوع الفصل السادس عشر. إن إرشاد الناس إلى الله هو أكبر عبادة، لأن تحبيب الناس إلى الله وتحبيب الله إلى الناس هو أكبر الأعمال الصالحة، وهذا هو موضوع الفصل السابع عشر. ويتناول الفصل الثامن عشر مفهوم التكية، التي هي بيت العبادة والعلم والتقاء المريدين. إن ذكر الله عز وجل هو باب الوصول إليه، وهو موضوع الفصل التاسع عشر. ويشرح الفصل العشرين الرياضات الروحية في الطريقة، بما في ذلك الخلوة. ثم ينتهي الكتاب بخاتمة قصيرة.

لقد استخدمنا نظام الحواشي المرقمَّة لتحديد مصادر المعلومات في النص وللملاحظات الهامشية. وفي حالة مواعظ شيخنا، فقد حدّدنا كل محاضرة استشهدنا بنصّ منها بتاريخها، فيما ذكرنا اسم المؤلف وعنوان الكتاب ورقم الصفحة عند اقتباسنا من الكتب. وفي حالة كتب الحديث النبوي، ذكرنا رقم الحديث أيضاً، لتسهيل العثور عليه في الطبعات المختلفة لكتب الحديث. وجمعنا في نهاية الكتاب قائمة المصادر المكتوبة القديمة والحديثة، مع التفاصيل الكاملة لكل مرجع أشرنا إليه في الحواشي.