الفصل 4
المكانة الفريدة لمشايخ الطريقة الكَسْنَزانِيّة
تبيّن الكرامات في هذا الفصل المكانة الخاصة لمشايخ الطريقة الكَسْنَزانِيّة، ممثلين بأستاذها في وقت هذه الكرامات، الشيخ مُحَمَّد الكَسْنَزان قدس الله سره العزيز، وكونهم حملة نهج الرسول ﷺ.
(39) نيابة الشيخ مُحَمَّد الكَسْنَزان عن الرسول ﷺ
التاريخ: 10/10/2012
المكان: ساريپاليا – بنگلور – كارناتاكا
تعطَّلَت سيارة أمام باب أرض التكية فترجّل منها ثلاثة رجال أخذوا ينظرون إلى علم التكية وأنا أنظر إليهم. علمت فيما بعد بأن أحدهم رجل أعمال، والآخر مهندس، والثالث بروفسور في التصوف اسمه حيدر علي. حين دخلوا سألوا عن المكان، فأخبرتهم بأنها تكية للطريقة العَلِيّة القادِريّة الكَسْنَزانِيّة، التي رئيسها الشيخ مُحَمَّد الكَسْنَزان الحسيني (قدس الله سره)، غوث هذا الزمان.
قلتُ للبروفسور بأنني أود أن أسأله سؤالا: «هل علمك أم علمنا هو الذي أتى بك إلينا؟»، فطلب البروفسور إعادة السؤال فقلت له: «هل علمك أم علمنا، الذي نأخذه من العليم العلام، هو الذي أتى بك إلينا؟»، قال البروفسور بأنه لم يفهم السؤال. فطلبت منه أن يجلس بجانبي، وكانت يده اليسرى مُجبَّرة بعد كسر. قلت له بأنني أحب أن أعطيهم البيعة، فسأل عن البيعة، فتحدثتُ عنها وضرورة أخذ البيعة على يد شيخ كامل وأخذت بشرح صفات الشيخ الكامل له. فكان للكلام وقع على قلبه فقال بأنه يريد أن يأخذ الطريقة. فأخبرتهم بأن سيارتهم ستعمل بعد أن يأخذوا الطريقة. فقال: «لنرى إن كان ما تقول صحيحاً»، فأخذوا البيعة.
سأل البروفسور إن كانت السيارة ستعمل الآن، فأجبتُ بالإيجاب لأن عالم الغيب والشهادة قد استوفى منهم ما أراده من خير لهم. فأرادوا أن يفتحوا غطاء المحرك لتفحّصه، ولكني قلت لهم بأن لا يفعلوا لأنني قد تعهّدت لهم بأن تعمل السيارة. وطلبت منهم بأن يستقلّوها ويغلقوا الأبواب ويديروا المحرك. واشتغلت السيارة، ففرح البروفسور وترجّل وقبّل يدي وقدمي وأهدى خمسة آلاف روبية إلى التكية. وسأل مندهشاً كيف حدث هذا، فقلت له بأن هذه من كرامات الطريقة الكَسْنَزانِيّة. قال بأننا سنبقى على اتِّصال حيث إن بيته قريب من التكية.
في اليوم التالي، جاء البروفسور ومعه خمسة أو ستة أشخاص، وسجد بباب التكية ثم دخل. وقدّم الزوار معه على أنهم أصدقائه، ثم استطرد قال بأنه يريد أن يروي ما حصل له في اليوم السابق. ظننتُ بأن البروفسور أراد أن يقص على أصحابه حادثة تشغيل السيارة، لكنني تفاجأت تماماً بما قاله:
بعد أن تركتكم يوم أمس وقع في قلبي شك. أنا بروفسور في التصوف، فكيف يعلّمني هذا الشخص ويعطيني البيعة…الخ، فأصبحت في قلبي غيرة. حين وصلت البيت كنت تعباً فنمت، فرأيت نفس مكان التكية هذا وكنتَ أنت جالساً في نفس موضعك وبنفس الوضع. أخذت بالاقتراب منك تدريجياً فتفاجأت بأن الوجه ليس بوجهك ولكنه لشخص أكبر منك سناً. ثم ناداني هذا الرجل، فجلست بجانبه، فأخذ يحدّثني بمثل ما حدّثتني به. فقلت لمحدّثي: «يا سيدي، لقد سمعت كلامك هذا يوم أمس من شخص جالس هنا كان يلبس مثل لباسك والخرقة الخضراء، ولكن وجهه يختلف». فأجاب الشخص: «نعم، ذلك خليفة الشيخ مُحَمَّد الكَسْنَزان، وأنا خليفة رسول الله، علي بن أبي طالب. حين وضعت يدك بيد وكيل الشيخ مُحَمَّد فإنّك وضعت يدك بيدنا».
فبدأ البروفسور بالبكاء، وأصاب بعض أصحابه حالة من الخشوع. ثم استطرد البروفسور قائِلاً بأن الإمام علي بن أبي طالب أضاف قائِلاً:
نحن آل بيت النبوة قد أجزنا وريثنا الشيخ مُحَمَّد عبد الكريم الكَسْنَزان التحدّث باسمنا.
فأبهرني بهذا الكلام. ثم قال بأنه يريد لأصدقائه الذين جاءوا معه أن يأخذوا البيعة ويحصلوا مثله على خيرها.
في نفس اليوم اتَّصَلتُ هاتفياً بالخليفة مجيد حميد المُصاحِب لحضرة الشيخ لأخبره بهذه الكرامة. فإذا به يقول لي بأن حضرة شيخنا قال في الليلة السابقة نفس ما رآه الدرويش في منامه وهو بأنه مُجاز بالتحدّث باسم آل البيت.
(40) هدية من الرسول ﷺ إلى الشيخ مُحَمَّد الكَسْنَزان
التاريخ: بداية 2013
المكان: شاداب نَگَر – بنگلور – كارناتاكا
كنت انتظر قبل صلاة الفجر مكالمة من المدينة المنورة صلى اللَّه تعالى على ساكنها حين أغفيت. فرأيت في منامي رجلاً من المدينة يقدم لي هدية إطاراً من ذهب يأخذ العقل بجماله، وبداخله لوحة من قماش أخضر غامق على قطعة رقيقة من الخشب. كان العبارة التالية مكتوبة على اللوحة على سطرين وبعض من سطر ثالث:
من محمد رسول اللَّه إلى ولدي وحبيبي وروحي محمد عبد الكريم عبد القادر.
كانت هنالك كتابات أخرى تحتها، ربما أسماء، ولكنها لم تكن واضحة لي. كانت الصورة ثقيلة نوعاً ما، فحملتها بيدي وأنا فرح جداً، وقبّلتها مرات، وأردت أن آتي بها إلى حضرة الشيخ.
ثم أيقضني صوت المكالمة الهاتفية من المدينة التي كنت انتظرها، وسمعت في المكالمة أذان صلاة الفجر في المدينة، وكان الوقت في الهند الثامنة وخمسة عشر دقيقة صباحاً.
(41) الشيخ مُحَمَّد الكَسْنَزان هو رافع نهج الرسول ﷺ
التاريخ: 11/9/2013
المكان: شاداب نَگَر – بنگلور – كارناتاكا
بينما كنت انتظر صلاة العصر نمت ورأيت في المنام نفسي في المدينة المنورة صلى الله تعالى على صاحبها. كنت واقف في نهاية صف طويل من الناس وكنّا ننتظر خروج الرسول ﷺ إلينا من مقامه تحت القبة الخضراء حتى نزوره. وإذا بالجميع يلتفتون إليَّ ويقولون: «اقترب فإن حضرة الرسول يطلبك»، فالتفتُّ ورائي أنا الآخر لأرى إن كان هنالك شخص آخر ينظر الناس إليه ويخاطبوه، فلم أجد أحداً. حينئذ انشقَّ الناس إلى صفين على الجانبين ليفسحوا لي فتقدّمت بحياءٍ شديد. وشاهدت الرسول ﷺ واقفاً قرب الباب وكان تعباً متوكّأً على حضرة الشيخ مُحَمَّد الكَسْنَزان. كانت اليد اليمنى لحضرة الشيخ ممدودة وراء ظهر الرسول ﷺ إلى تحت أبطه الأيمن الشريف، فيما كان ﷺ قد وضع يده اليسرى على كتف حضرة شيخ محمد. فقلت: «اللَّه أكبر، حضرة الرسول تعب؟ لماذا؟»، فأشار حضرة الشيخ برأسه الشريف إلي بأن اقترب. قبل أن اقترب كنت أرى بعض ملامح الرسول ﷺ، ولكن حين اقتربت أصبح عليهما ضباب كثيف ولم يظهر منهما أي شيء سوى وجه حضرة الشيخ. فلما اقتربت سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول لي: «هو فقط من رفعني»، قاصداً حضرة الشيخ. وتفسير ذلك هو أن حضرة الشيخ هو رافع نهج الرسول العظيم ﷺ.
(42) المرأة التي تبرعّت بأرض لتكية
التاريخ: 17-20/6/2016
المكان: جيسي نگر – بنگلور – كارناتاكا
كانت درويشة اسمها «فَهاميدا» تفكّر بإهداء أرض في منطقة في «تيپو نگر» في مدينة «كرَشنگري» في ولاية تاميل نادو إلى الطريقة لبناء تكية عليها حين شاهدت في منامٍ حضرة الشيخ عبد القادر الگيلاني يقول لها: «إذا كنت تريدين أن أقْبلُكِ، أعطي إلى حبيبي أرضاً». فسألته المرأة عن هويّة حبيبه، فأجابها حضرة الشيخ عبد القادر: «شيخ مُحَمَّد». جعل هذه المنام تتيقّن بأن تلك الأرض أصبحت ملكاً لحضرة الشيخ عبد القادر الگيلاني وحضرة الشيخ مُحَمَّد الكَسْنَزان. بعد بضعة أيّام أخبرتني المرأة بتبرّعها لهذه الأرض للطريقة.
في يوم لاحق بعد الإفطار ألقى حضرة الشيخ على قلبي أن أزور هذه المرأة، فأرسلت إليها من يخبرها برغبتي بزيارتها مع بعض الدراويش، حيث كنت أريد استلام أوراق تسجيل الأرض باسم الطريقة. فأجابت بأنها كانت تنتظر زيارتي. وحين قابلتها أخبرتني عن رؤيا أخرى. شاهدت بأنها ذهبت إلى مكتب تسجيل الأرض باسم الطريقة، فدخلت إلى غرفة مكتوب على بابها «عبد القادر الگيلاني». رغم أنها كانت تحمل أوراق التسجيل بيدها فإنها شاهدت الأوراق أيضاً على طاولة في الغرفة، فختم عليها رجل هنالك كلمة «قبول» التي تعني «موافق»، وطلب منها أن تذهب إلى غرفة ثانية. كان مكتوب على باب هذه الغرفة «عبد الكريم شاه الكَسْنَزان»، وتكرّر ما حدث في الغرفة الأولى. فرغم أنها كانت تحمل الأوراق بيدها فإنها شاهدتها موجودة على طاولة في الغرفة وقام الرجل في تلك الغرفة بختم الأوراق بختم «قبول». ثم أرسلها هذا إلى غرفة ثالثة مكتوب على بابها «مُحَمَّد الكَسْنَزان»، فلما دخلت شاهدت حضرة الشيخ جالساً ومبتسماً هناك، وقام أيضاً بختم الأوراق بختم «قبول»، بعدها استيقظت المرأة من نومها.