8 تهديد وعقاب لظالمين

الفصل 8

تهديد وعقاب لظالمين

في هذه الكرامات نرى أشخاصاً ظالمين يهددهم الله وينتقم منهم بشكل خارق للعادة بسبب ظلمهم.

(57) زوج طاغي

التاريخ: 11/10/2014

المكان: تاميل نادو

التقيت في محطّة قطار تاميل نادو برجلٍ من عائلة هندوسية أعطيته البيعة قبل عام، وقد شفى اللَّه زوجته، أنْگُمّا، من المس بأرواحٍ شريرة بكرامة مرّ ذكرها. كان وضعه مفرحاً جداً، فهو ملتزم وقد صام هذا العام شهر رمضان المبارك. وروى لي ما يلي:

لم يرق لزوج أختي الهندوسي اعتناقي للإسلام. كما أنه لا يحترم زوجته فكان يحاول بين فترة وأخرى اختلاق المشاكل، وآخرها أنه أراد إجبارها على أكل لحم الخنزير. فقالت له: «لقد علمني معلمي وكيل الهند بأن استمد من الشيخ مُحَمَّد الكَسْنَزان عندما انزعج من أمر ما»، فاستهزأ بها زوجها. وحاول أن يجعلها تأكل لحم الخنزير بالقوة فصرخت: «يا شيخ محمد، يا شيخ محمد»، وركضت إلى الباب بنية الهرب من البيت. فلما فتحت الباب وجدت أمامها رجلاً ضخماً جعلها تحتمي خلف ظهره، ثم ضرب زوجها صفعة على خده فأغمي عليه في الحال. ونقل على إثرها إلى المستشفى حيث لايزال فاقداً للوعي منذ خمسة ايام.

لا أحد، بما في ذلك الزوجة، يعرف الرجل الذي ظهر فجأة على الباب. سألت حضرة الشيخ فقال لي الخليفة مجيد الذي كان ينقل الكلام بأنه بكى وقال: «والله لم أكن أنا، ولكن هو». فسألت عمن قصده حضرة الشيخ بكلمة «هو»، فقال الخليفة مجيد: «لا أدري، ولكنه أشار إلى سجادة عليها صورة المسجد النبوي الشريف».

(58) خائن أمانة

التاريخ: 23/9/2013

المكان: كَوْسَر نگر – بنگلور – كارناتاكا

كنت ساستقل القطار المتوجه إلى بلگام في ولاية كارناتاكا وبصحبتي رجل نشيط في خدمة الإرشاد والطريقة اسمه جلال كنت قد أعطيته إجازة الإرشاد قبل عام. كان جلال قد باع بيتاً واستلم المبلغ بالكامل، وجاءني قبل السفر شاكياً، حيث كان قد أسكن في هذا البيت رجلاً أعمى على أنه حارس لكن هذا الرجل يرفض الآن ترك الدار إلّا أن يعطيه ما يعادل خمسة آلاف دولار. كان جلال حزيناً ولا يدري ما يصنع، فقلت له بـأن يشتكي على الرجل، ولكنه أجاب بأنه لا يستطيع لأن بينهما عقد سكن مزيف، وهذا شائع في الهند، فاذا أخذ الرجل العقد إلى الجهات الحكومية فإنها ستغرمه المبلغ الذي يطلبه الرجل الأعمى.

فحزنت لحزن جلال وطلبت منه أن يتركني مع شيخي، وبقي معي خليفة عبد البشير وابنه محمد ذاكر. فوقفت أمام صورة حضرة الشيخ وقلت له:

قربان، إنني أحب هذا الرجل لأنه يشتغل للطريقة. إنني مسافر غدا للإرشاد وأريد أن يخرج الرجل الأعمى من الدار قبل أن أعود من سفري.

ثم قبّلت الأرض تحت صورة قدم حضرة الشيخ وأهديت الفاتحة إلى المشايخ. بعد حوالي ساعتين حين كنا في القطار اتَّصَل الرجل الأعمى بزوجة جلال التي كانت ترافقنا للإرشاد. ثم جاءني جلال وهو يبكي من الفرح لأن الرجل الأعمى قد قرر ترك الدار بعد أن رأى مناما أرعبه.

بعد أربعة أيام عدنا من جولة الإرشاد فطلبت من الخلفاء دعوة الرجل الأعمى. حين قابلته أخبرني بأنه درويش كسنزاني ولكنه غير ملتزم ولا يصلّي. طلبت منه أن يخبرني عن سبب قراره بتسليم البيت إلى جلال، فقال:

شعرت بالتعب وصداع بعد وقت صلاة العشاء فذهبت إلى النوم رغم أنني لا أنام في مثل هذ الوقت المبكّر. ما أن غفيت حتى سمعت صوت أقدام وكأنها حديد يمشى على حديد ففزعت. ثم ظهر رجل وقال: «أعِد البيت إلى جلال وإلّا سأسحب روحك الآن. هل تعرف من أنا؟». لم أكن قادرا على أن أنطق حرفا ولكني سألته في قلبي عن هويّته، فقال: «أنا الشيخ مُحَمَّد الكَسْنَزان». ثم ضربني على صدري حتى لم أعد أستطيع التنفس ولو لم أفتح عيني واستيقظ من النوم لمت. لذلك فإني أريد أن أترك البيت.

فطلبت منه أن يعطيني عقد الإيجار ويأخذ حاجياته من البيت، كما أعطيته أحد عشر ألف روبية هدية.

(59) رجل دنّسَ صورة الشيخ مُحَمَّد الكَسْنَزان

التاريخ: 10/2014، اليوم غير معروف

المكان: شاداب نَگَر – بنگلور – كارناتاكا

في أحد الأيام أعطيتُ صورة حضرة الشيخ مُحَمَّد الكَسْنَزان قُدِّسَ سره مع ورقتي سلسلة المشايخ والأوراد لدراويش الجدد، كما أفعل عادةً. وبعد أيام، وتحديداً يوم 18/10/2014، جاءني أحد الذين أعطيتهم بيعة ووجهه مصفراً وقال:

استغفر اللَّه، استغفر اللَّه. لقد مزّقّ ابني صورة حضرة الشيخ وعمل المنكر عليها. وأصابه بعدها نزيف داخلي وهو الآن في المستشفى. كما أن زوجته طلبت منه اليوم الطلاق من دون سابق إنذار، فذهبت إليه شرطة المحكمة لإبلاغه، بينما هو تحت العناية المركزة، وأبلغوه بأن يذهب إلى المحكمة من دون تأخير حين يغادر المستشفى.

سألته عن سبب فعل ابنه ذلك، فقال بإنه سَلَفي ويكره الصور لأنها محرَّمة في عقيدتهم. أغضبني هذا الفعل الشنيع فقلت للدرويش: «لن يشفى ولدك حتى يأتينا واستغفر له اللَّه ويستغفر له الشيخ ويأخذ البيعة»، فقال بأنه سيبلغه بذلك.

في يوم 21/10/2014 جاءني الرجل ثانية ليخبرني هذه المرة بأن ابنه قد توفّى، فاستشهدت بالآية الكريمة: ﴿إِنَّا لِلَّـهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾ (البقرة/256). وزارني مرة أخرى بعد انتهاء العزاء مع كل عائلته وأخذوا البيعة.

لم أقل لحضرة الشيخ ما فعل الابن بالصورة بالتفصيل، ولكن ذكرت له بأنه اعتدى عليها. سألني حضرة الشيخ عن سبب عدم مسامحتي له، فأجبت بأنه لو جاءني أو حتى أومأ بطلب العفو لعفوت عنه، ولكنه لم يعتذر عن عدوانه فلم أعفُ عنه.`