9 منامات متنوعة

الفصل 9

منامات متنوعة

هذه كرامات تتضمن منامات عن مواضيع مختلفة.

(60) موقع تكية بنكلور

التاريخ: 6/2012، اليوم غير معروف

المكان: ساريپاليا – بنگلور – كارناتاكا

حين قرّر حضرة الشيخ قدس الله سره العزيز إرسالي إلى الهند قال لي: «أيها الخليفة، منذ عشرين سنة ونحن نريد أن نؤسس تكية في بنگلور. فهدفك هو الإرشاد وتأسيس تكية». عملاً بأمر شيخي كنت في جولاتي الإرشادية أبحث عن أرض مناسبة لتأسيس التكية. كلما وجدت مكاناً أخبرت حضرة الشيخ به، ولكنه لم يكن يريد أياً من هذه الأماكن لبعدها عن أماكن سكن الخلفاء والدراويش.

وفي يوم رأيت في المنام حضرة الشيخ يقود سيارته اللاندكروز الحمراء القديمة وكنت جالساً بجانبه. ثم قال لي: «ابني، هل ترى ذلك المصباح الأصفر الضوء؟»، قلت: «نعم». قال: «أريد أن تحصل على أرض في هذه المنطقة». قلت: «بهمة المشايخ سأفعل ذلك». ثم قال: «إن أرضي هنا، وهنالك وثائق تبيّن بأنها باسمي، فحاول أن تجد هذه الوثائق». فوعدته بأن أفعل ذلك، ثم غادرنا المكان وهو يسوق السيارة. أثناء العودة شاهدت قطاراً يمر قريباً من المكان، ثم استيقظت من النوم. فبدأت أسأل كلما تُعرَض علي قطعة أرض عما إذا كانت هنالك سكة قطار قريبة منها بحثاً عن تلك الإشارة.

بعد مدّة شاهدت رؤيا ثانية في المنام. كان حضرة الشيخ جالساً في السيارة وأنا واقف خارجها، وسألني من شباك السيارة: «ابني، هل وجدت المكان؟»، فأجبته بأنني لا زلتُ أبحث ثم استيقظت. حين أخبرت حضرة الشيخ بالرؤيتين علّق قائِلاً: «إن شاء الله سيعطيك المشايخ كما رأيتَ».

بعد حوالي أسبوع كنت يوماً في منطقة شاداب نَگَر في مركز بنگلور، القريبة من سكن كل الخلفاء، حين أتاني سمسار عقارات مسلم ومعه مستندات قطعة أرض معروضة للبيع في ساريپاليا. فقلت له بأنها صغيرة جداً لأنني أحتاج أرضاً لا تقل مساحتها عن ألف متر مربع. ولما كانت لديه أراضٍ أخرى صغيرة مجاورة لتلك الأرض قلت له بأنني أحتاج حوالي ثماني عشرة إلى عشرين قطعة من تلك القطع الصغيرة المتجاورة. قال السمسار بأنها ستكلّف الكثير، ولم يكن لدي أي مبلغ حينئذ، ولكن توكّلت على الله.

سألته عن اسمه فقال: «مُحَمَّد إرشاد». حين سمعت اسمه تكسرت العبرة في صدري، لأني رأيت في الاسم أول إشارة من أستاذي بأنها أرض التكية، فاسمه الأول، «مُحَمَّد»، هو اسم حضرة الشيخ، واسمه الثاني، «إرشاد»، هو فعالية التكية. وشهد معي هذه وما سيلي من عجائب الخلفاء زكريا إبراهيم شيخ، وفيروز خان عزيز، وجعفر محمد حنيف الذين هم من سكنة بنگلور.

حين وصلنا إلى الأرض للاطّلاع عليها، كان الوقت عصراً، وانتابني شعور لا يوصف، وكأنني دخلت الجنة، لأننا مررنا بسكة قطار. ثم شاهدت مصباح الشارع الذي رأيته في المنام فقلت لرفقائي بأن هذا المصباح أصفر الضوء. ثم أخبرتهم بالرؤيتين وقلت لهم بأن إشارتي الرؤيا اللتين رأيناهما في الأرض وكون اسم السمسار مُحَمَّد إرشاد يشكّلون دلالة قاطعة على أن هذه هي أرض التكية. كانت المنطقة ذات غالبية هندوسية وكان هنالك بيتان أو ثلاثة من المسلمين ولديهم جامع صغير من الطين. بعد أن قمنا بوِرْد العصر، قلت للخلفاء سنمكث حتى هطول الظلام ليروا بأم أعينهم الضوء الأصفر. كانت المنطقة مليئة بالبعوض فأراد الخلفاء أن يثنوني عن رأيي لكني أصررت على انتظار نزول الظلام.

وبعد أن صلّينا المغرب بقينا ننتظر أن تُنار مصابيح الشارع لنرى لون ضوء ذلك المصباح، ولكن مرت حوالي نصف ساعة والمصابيح مظلمة. فطلبت من فيروز وجعفر أن يذهبا إلى صاحِب مخزن صغير تحت المصباح، وكان رجلاً هندوسياً، ليسألوه عن سبب عدم إنارة مصابيح الشارع وعن لون ضوء ذلك المصباح. فقال لهما بأن الكهرباء مقطوعة وأنها ستعود في الساعة التاسعة. كما قال لهم بأن لون المصباح أبيض. فلما أخبروني بما قال أقسمت لهم أشدَّ القسم بأنه أصفر. فاستغربوا من إصراري باعتبار أن صاحِب المخزن أدرى بلون المصباح الذي يسقط نوره على مخزنه كل ليلة!

طلبت من رفاقي البقاء هنالك حتى تعود الكهرباء لنتحقَّق من لون الضوء، فبقينا تحت رحمة البعوض لمدة ساعة ونصف. وبعد حين من إقامتنا للصلاة ووِرْد العشاء، جاءت الكهرباء، فعلّق زكريا بأن الضوء أبيض اللون، فأقسمت مرة أخرى بأنه أصفر، فأخذ يضحك بشكل هستيري حين شاهد ثبات اعتقادي رغم مخالفته لما قاله صاحِب المخزن وما تراه العين. وإذا بضحك زكريا ينقلب ذهولاً حين بدأ الضوء الأبيض بالتحول إلى اللون الأصفر. إذ تبيّن بأن المصباح كان من نوع الهالوجين. فطلبت من الخلفاء أن يعودوا إلى صاحِب المخزن ويسألوه عن سبب قوله بأن الضوء أبيض. فخرج الرجل من مخزنه لينظر إلى الضوء، فلما رآه أصفر بدا هو الآخر مندهشاً، وقال لهم بأنه مستعد بأن يُقسم بأن الضوء كان أبيض، وأنه يعرف ذلك تماماً لأنه مَلَكَ هذا المخزن لسنين طويلة.

وجه العجب الآخر فيما حدث، وهو سرّ ذكر حضرة الشيخ في المنام بأن لون ذلك المصباح أصفر، هو أن كل المصابيح الأخرى كانت بيضاء، فكان هذا المصباح الوحيد الأصفر اللون! وبكى الخلفاء تأثراً بالكرامة التي شهدوها. كررت للخلفاء قولي بأن هذه الأرض هي حتماً للطريقة، فبدأنا بمتابعة معاملة شراء الأرض.

بعد يومين، جاءني مُحَمَّد إرشاد ومعه رجل قدّمه على أنه الوسيط بيننا وبين أصحاب الأرض. فسألته عن اسمه فقال «أحمد إرشاد»، وهكذا استمرّت الإشارات. بعد أن دفعنا المقدّم ذهبنا إلى مكتب التقينا فيه بشخص اسمه عباس، هو ممثّل مالكي الأرض. حين سلّمت على عباس أخذ بتقبيل يدي وقدمي وأسعدني بمفاجأتي بأن أمه المُتوَفّاة منذ أكثر من خمسة عشر سَنَة كانت من مريدي حضرة الشيخ عبد الكريم الكَسْنَزان، حيث كانت قد أخذت البيعة في بنگلور على يد الخليفة عبد الرزاق شريف أحد خلفاء حضرة الشيخ عبد الكريم. وقال عباس معرباً عن رغبته بأن يقدم خدمة للطريقة بأنه سيحاول أن يحصل على تخفيض لسعر القدم المربع للأرض.

وأخذنا عباس للقاء شخص مسلم هو المسؤول الأكبر عن عدد كبير من الأراضي بما فيها القطعة التي نريد شراءها. قال هذا الرجل بأنه هو الآخر يود أن يقدّم خدمة إلى مشروع التكية كونها لطريقة حضرة الشيخ عبد القادِر الگيلاني، فعرض بأن يتحمّل كلفة مراسيم افتتاح التكية. فشكرته وسألته عن اسمه، فإذا به يذهلني بالإجابة بأن اسمه «إرشاد».

حين أخبرت حضرة الشيخ بأن اسم الشخص الأول هو مُحَمَّد إرشاد والثاني أحمد إرشاد والثالث إرشاد، علَّقَ قائِلاً:

وشيخك هو قطب الإرشاد، الحمد لله، والطريقة هي طريقة إرشاد. هذه التكية هي لكم إن شاء الله، بهمّة سيدنا الگيلاني قَدَّسَ الله سِرّه وبهمة شاه الكَسْنَزان قَدَّسَ الله سِرّه.

وفعلاً، اشترينا الأرض وبنينا فيها التكية مثلما قال حضرة الشيخ وأشارت إليها سلسلة الكرامات المُذهِلة.

(61) تحقق منام عن حساب يوم القيامة

التاريخ: 18/10/2012

المكان: قرية قرب يابن بللي – تاميل نادو

رأيت مواكباً يضع فيها الناس نصب لفيل كبير لكن بجسد انسان، وترافقها موسيقى صاخبة ورقص. حين سألت عن الأمر قالوا لي بأنه الإله گنيشا الذي لديهم روايات كثيرة عنه. من الغريب أن كثير منهم جاء وسلّم علي، كما جلس قسم يستمع لما أتحدَّث عنه، وآخر أخذ البيعة مني. فسألت أحدهم، وكان شاباً وسيماً، عن الذي يقومون به، فقال: «هذا إلهنا نتضرع له ونقرب له القرابين»، فبدا وكأنه يتحدث عن قريش قبل بعثة النبي ﷺ. فقلت له: «هل ترغب في دخول الإسلام؟»، فرفض. حين سألته عن السبب قال: «كل ما أعرفه هو أنه سبب كل المشاكل في العالم». فاستغربت من هذا الانطباع وقلت: «هل سمعت بشيخ عبد القادر الگيلاني؟»، قال: «نعم، إنه إله أو نصف إله عند الفقراء». قلت: «هو عبد وليس إله، لكن الإله أيَّده بكرامات لأنه من الأولياء العظام». فسألني إن كنت أستطيع أن أريه شيئاً من هذه الكرامات، فأجبت بالإيجاب وسألته عما سيفعل حين يراها، فسألني بدوره عما أريد، فقلت له: «أريدك أن تدخل الإسلام وتنبذ ما تعبد من الأوثان والأصنام وتكون عبداً صالحاً، لأنك بعد الموت ستكون بين يدي اللَّه حافياً عارياً لا حول لك ولا قوة. وسيسألك عن عملك، فان كان عملك صالحاً دخلت الجنة، وإلّا فالنار مثواك». فتأثَّر كثيراً بهذه الكلمات ودمعت عيناه، وفهمت سر ذلك حين صارحني قائِلاً:

أنا لا أكذب عليك، فالبارحة رأيت نفسي في المنام عارياً حافياً في قفص اتّهام وصوتاً لم أعرف مصدره يحاسبني، والآن فهمت. أعطني البيعة وسأدخل الإسلام.

فأخذ العهد.

(62) رسائل هاتفية تأمر بالذهاب إلى مكان مجهول

التاريخ: 28/3/2015

المكان: سيليمپور – دلهي

قبل عشرة أيام رأيت في المنام أني قد استلمت رسالة على هاتفي الجوال من رقم خاص، وكان نص الرسالة هو كلمة واحدة فقط: «تعال». بعد أربعة أيام رأيت في المنام رسالة ثانية نصها: «عماد، تعال». بقيت في حيرة من أمري ولا أدري ما أفعل، فلم أبلغ أحداً إلّا الخليفة زكريا. من الذي يرسل هذه الرسائل؟ وأين أذهب؟

ثم تكررت الرسالة يوم أمس الاول على شكل مكالمة صوتية وكأنه صوت حضرة الشيخ رغم أنه لم يكن صوته، وقال الصوت: «عماد، تعال إلى الوَرْديّة». أخذت في التفكير إن كان معنى هذا أن الشيخ يريد عودتي، لأن الوَرْديّة الوحيدة التي أعرفها هي منطقة في العراق.

ثم خطر يوم أمس على قلبي أن أذهب إلى مدينة جايبور التي تبعد حوالي 260 كيلومتر من دلهي. لم أخبر حضرة الشيخ بهذه الرحلة التي قمت بها لعلي أقوم ببعض الإرشاد لأني كنت متعباً نفسياً لصعوبة الإرشاد في دلهي، وكان معي الخليفة آصف. في الطريق، سألني آصف من دون سبب إن كنت أعرف كُنية مدينة بنگلور فأجبت بالنفي فقال: «گرين ستي»، أي «المدينة الخضراء». ثم سألني عن كُنية مدينة جايبور التي لا أعرفها هي الآخرى فقال «پِنْك ستي». ورغم محاولته شرح معنى الاسم فلم أستطع فهمه، لأنني لم أكن أعرف معنى «پِنْك» ولا أتكلّم الأنكليزية ليشرح لي معنى الكلمة. ولكني عرفت المعنى حين وصلنا إلى المدينة ورأيت بأن اللون الوردي يطغي عليها، فعرفت بأن معنى اسمها هو «المدينة الورديّة». وأدركت حينئذ بأنها المدينة التي تحدثت عنها الرسائل الهاتفية.[1] ومن ثمرات هذه الزيارة وزيارات لاحقة أن أصبح هنالك آلاف المريدين في جايبور.

[1] قام المهراجا حاكم جايبور في عام 1876 م بصباغة المدينة بأكملها باللون الوردي ترحيباً بولي العهد البريطاني حيث يمثل اللون الوردي لون الضيافة. وقد حافظت المدينة على لونها الوردي منذ ذلك الوقت.